-
يعتبر هذا الكتاب من أهم نصوص التصوف الإسلامى ، كما يعد مؤلفه الشيخ محيى الدين
ابن العربى (ت 638 هـ) من أكبر شخصياته ، بل يمكن عده من أكبر شخصيات التصوف بصفة
عامة .
-
بدأ ابن العربى تأليف الكتاب لأول مرة بمكة وهو يحج سنة 598 هـ ، وأكمله بدمشق سنة
629 هـ ، ثم أعاد كتابته مرة أخرى فى الفترة بين سنة 632 هـ إلى 636 هـ ، مضيفا
تارة ، ومختصرا أخرى ، ومحيلا ثالثة على النسخة الأولى .
-
وللكتاب العديد من المخطوطات بمكتبات العالم ، أهمها مخطوطة قونية التى بخط ابن
العربى ، وتمثل الإبرازة الثانية للكتاب والتى فرغ منها سنة 636 هـ ، وقد قسمها
المؤلف إلى (37) سفرا ، وهى محفوظة حاليا بمكتبة إيفكاف موسيى بتركيا (أرقام :
1845- 1881) . كما توجد نسخ تمثل الإبرازة الأولى التى فرغ منها سنة 629 هـ ،
ومنها نسخة محفوظة بمكتبة بايزيد بتركيا (أرقام : 3441 - 3443) .
-
طبع الكتاب عدة مرات ، أولها طبعة بولاق بمصر سنة 1274 هـ ، ثم أعيد طبعه سنة 1293
هـ ، بتصحيح الشيخ محمد قطة العدوى . ثم قامت دار الكتب العربية الكبرى بمصر
(مصطفى الحلبى وأخويه) بطباعته سنة 1329 هـ ، على نفقة الحاج فدا محمد الكشميرى
وشركاه بمكة ، وتم فيها تدارك ما وقع فى طبعتى بولاق من أخطاء ، وذكر الشيخ محمد
الزهرى الغمراوى رئيس لجنة التصحيح بمطبعة دار الكتب العربية الكبرى أنه فات طبعتى
بولاق الوقوفُ على نسخة المؤلف ، وأنه من العناية الإلهية أن سيقت لهم نسخة تمت
مقابلتها على نسخة قونية التى بخط المؤلف ، قابلها جماعة من العلماء بأمر الأمير
عبد القادر الجزائرى رحمه الله تعالى .
-
كما قدم الدكتور عثمان يحيى رحمه الله تعالى تحقيقا للكتاب وصل فيه إلى السفر (14)
بحسب تقسيم مخطوطة قونية (37 سفرا) ، وتوفى دون أن يكمله .
-
ومع الجهد الكبير الذى بُذِل فى طبعة الحلبى (سنة 1329 هـ) إلا أن المشرفين على
طباعة الكتاب أيضا لم يقفوا بأنفسهم على نسخة المؤلف مما ترتب عليه وقوع كثير من
الأخطاء فى الكتاب ، وعدم إبراز كثير من عناوين الكتاب الداخلية ومادته العلمية
بالصورة التى أرادها المؤلف ، ونحو ذلك مما ينتج عن عدم الوقوف على النسخة الأصلية
أثناء الطباعة .
-
والإصدار الرقمى الذى نقدمه اليوم فى مفتتح عملنا فى تحقيق الكتاب يقدم إمكانية
البحث فى نص الفتوحات المكية بالكامل معتمدين النصَّ الذى قدمته طبعة الحلبى (1329
هـ) ، مع ضبط عناوين الكتاب ووضع فهرس لمحتوياته فى هذه المرحلة بناء على مخطوطة
قونية ، نظرا لما وقع من اضطراب فى ذلك فى ط بولاق .
-
ويظهر عند عرض نتائج البحث – فى وقت واحد - صورة صفحات طبعة القاهرة التى بها موضع
البحث ، ومعها ما يتعلق بها من صور مخطوطة قونية . - يبلغ عدد صفحات مخطوطة قونية
(10856) صفحة .
-
على حين يبلغ عدد صفحات طبعة الحلبى (سنة 1329 هـ) : (2631) صفحة .
المادة
الداخلية للفتوحات :
-
قسم المؤلف الكتاب إلى ستة فصول ، تحتوى على (560) بابا :
-
الفصل الأول فى المعارف (الأبواب من 1 – 73) .
-
الفصل الثانى فى المعاملات (الأبواب 74 – 188) .
-
الفصل الثالث فى الأحوال (الأبواب 189 – 269) .
-
الفصل الرابع فى المنازل (الأبواب 270 – 383) .
-
الفصل الخامس فى المنازلات (الأبواب 384 – 461) .
-
الفصل السادس فى المقامات (الأبواب 462 – 560) .
-
وقدم المؤلف للكتاب بخطبة وفهرست لفصول الكتاب وأبوابه ، ومقدمة فى تمهيد ما
يتضمنه الكتاب من العلوم الإلهية ، كما تشتمل على بيان لطريق التصوف ، والعلم
بالله ، وبعض مسائل العقيدة .
-
وتندرج تحت أبواب الكتاب الخمسمائة والستين (560) مئات العناوين الجانبية ، حيث
تنوع أسلوب الشيخ ابن العربى فى إبراز ما يريد من مادة الكتاب فتارة يجعله متوسطا
فى سطر مستقل بخط عريض عن الخط المعتاد ، وتارة يترك قبله فراغا كبيرا وبعده فراغا
كبيرا ، وتارة يجعل العناوين فى حاشية الصفحة ، وتارة ينهى الكلام السابق بدارة
(دائرة صغيرة) ثم يترك فراغا ليبدأ موضوعا جديدا أو تقسيما أو نحو ذلك مما يفيد
الانتقال إلى عنوان آخر ، إلى غير ذلك من الصور الأخرى التى راوح المؤلف بينها
تقسيما للمادة العلمية الطويلة للكتاب ، وهو فى كل ذلك يحرص على استهلال كلامه بما
يدل على الموضوع الذى يشرع فيه ، ويصلح أن يكون عنوانا له . وقد تتبعنا كل ذلك
وقسمنا النص تحت الأبواب إلى وحدات بناء على صنيع المؤلف ، مراعين لمقاصده فى
موضوعات الأبواب ، حيث يمثل موضوع الباب عاملا حاسما فى معرفة مراد الشيخ من
المبرزات والدارات التى يفصل بها بين فقرات الباب ، وقد اعتمدنا نصَّ كلامه فى
تراجم العناوين ورؤوس الوحدات التى قسمنا النص إليها ، والتى زاد مجموعها على
ثلاثة آلاف وثلاثمائة عنوان .
- وفى المراحل التالية من العمل سنقوم بإذن الله بمقابلة نص الكتاب على
مخطوطة قونية ، كما سنقوم بوضع المزيد من مخطوطات الكتاب على الموقع بشبكة
الأنترنت .
|